في الثامنه احببت وتزوجت بالثانيه عشر

الحب لغة لا يفهمها الكثيرين ,حروفها دبلجه لخلجات الروح واحيانا اقتباسا بائسا لأحلام اليقظه , في بعض الأحيان اشعر أن الحب قيد لا يمكن الهروب منه واحيانا اخرى اشعر أنه جنة لابد وان التزم بقوانينها لئلا أُحرم منها , لم أعرف الحب في حياتي حتى التقيت به , صَغُر العالم بعيني , بت لا اراها الا بعينيه اللتان لم ابصرهما جيدا من شدة حيائي .
كنت مجنونة به , كنت احبه حتى البكاء , كنت اقدم زهور حياتي ولا اشعر بالشوك اللذي يؤذيني , كنت مجنوووووونه .
لقد تزوجت به , نعم دُقت الطبول وجاء المأذون ورقص البعض طربا وغنى الآخرين فرحا .

وفي الصباح جاء المهنئون كسائر الزيجات يباركوها والابتسامة تبدو على مُحياهم يطوفون بها ارجاء منزل الحب المتواضع الذي بقيْ على حاله مذ وصلنا , فلا انا ولا هو نحب بعثرة الاشياء .

بالكاد انتهينا من اسبوعنا الاول حتى بدأت اهوال المعيشة تظهر وانامل المادة تنقش صدورنا بآهات العوز

انتهت الآلام بأن وجد له عملا في المساء بعد وظيفته البسيطه , يعمد بها طفلنا اللذي يشق طريقه الينا ليحقق حلمنا المبتل بدموع سنوات الحرمان واللهفه , حتى جاء احمد مررنا بما تضيق به الصدور من المشاجرات والنزاعات التي غالبا ما انتهت بذهابي غاضبه لدار عائلتي التي لم تساندني ولو بكلمه , فالرجل رجل ولو اهان كرامتي , اعود حيث لا اجد مكانا لدي , الدار مملوء والانوار موقده والجو يزف لي بشارة فرح , لكن ما المناسبه ؟!
فقط هو في البيت , وتعلو جبيني تجاعيد العوز !! أ معقول أنه قد جُن
الاسبوع اللذي قضيته خارج المنزل لا يستدعي الجنون , طرقت الباب فقد خلت ان ابا احمد قد استأجره , وهي طرقتان حتى خرج لي ابا احمد وقد سبق تحيتي سؤالي , ما الامر ؟
لا اعلم لما انهملت دموعي بألم وانا اسأل , أهو قلب الانثى !! لكن أ ما زلت احتفظ بذا الشعور !! كنت انتظر الاجابه التي ما حصلت عليها الا بقول ابا احمد سيكون نصف البيت لك !!!
آه ماذا ؟! ما الامر ؟
قال ادخلي , دخلت فوجدت آخرى تحل محلي , فهمت كل شيء ولم ابدو غبيه , كل ما كان لي قد بات لها , لم اقل له شيئا , لم اعاتبه , لم ابكي او اقول اي حماقات , كنت هادئه جدا الى درجة البرود .
كنت زوجه ولم اكن بزوجه لأنني لم اود ان اكون كذلك , نسيت حبي واخفيت عشقي وتجاهلت ضعفي وعشت اميرة نفسي .
لا اخفي اني سعدت لما علمت ان نديمتي عاقر وافتخرت بنفسي , كلما اقترب ابا احمد ابعدته , لقد اصبحت قوية جدا بعد الأحتقان اللذي اصاب قلبي وانا افقد حب الطفوله والمراهقه والشباب , حبا كنت احسبه الاجدر بالأقتداء , لم يعد ابا احمد يتذمر كالسابق فهو مكبول بالنفقه عليّ واحمد , ومرت الأيام وطَلقت نديمتي وعاد الحالم ذليلاٍ صاغراً يبعث هذا وذاك للصلح ويرسل لي احمد ليكون نقطة اللقاء , لم اعود له وبقيت اعيش الحياة وحيدة لأني احببته كثيرا وقد خانني فما بالي وانا الآن لا اهواه فماذا اتوقع .
لذا كذب من قال ان الحب لا يموت , ولكن معه الحق ان قال انه لا يولد من جديد , فمن مات لا يعود .
في الثامنه احببت وفي الثانية عشر تزوجت وفي الثالثة عشر انجبت وفي الخامسة عشر تعذبت وفي السادسة عشر بتوقيت بغداد استيقظت للصلاه فقد كنت احلم ولو نمت مبكرا لرأيت حلا بما بقي لي من وقت لأسترجاع حبي وتربية طفلي في احضان والده , التقيكم في حلم آخر .

منقول عن
الشاعره : Like a Star @ heaven

دعاء الساعدي